سجينات روسيات ينظمن عرض أزياء خلف القضبان!
نظم سجن لإعادة تأهيل السجينات رقم 3 قرب مدينة
كوستروما في روسيا حدثا فنيا يهدف للارتقاء بالحس الفني لقاطنيه ومساعدتهم
على التكيف ضمن إطار المجتمع المصغر الذي يقضون فيه أيام أحكامهم المختلفة.
وهو عرض أزياء فريدة من تصميم وحياكة وعرض السجينات أمام حضور حصري
لزميلاتهن في المعتقل.
تجرى هذه العروض بشكل سنوي في معتقل كوستروما لمساعدة النساء على التكيف
مع واقعهن الجديد الطارئ خلف القضبان. كما أن عارضات الأزياء هن سجينات
أيضا والأقرب إلى المعايير العالمية للأزياء، وغرابة هذه الأزياء لا تقتصر
على أنها من تصميم وتنفيذ السجينات، إلا أن تقنية نسجها غريبة أيضا فهي
بالكاد تعتمد على الخيط والإبرة. وبدأت التظاهرة الفنية بعرض راقص لفرقة
“ايفي دانس”، ثم وزعت السجينات المشتركات في عدة فرق “دور الأزياء” سميت
بأسماء مختلفة مثل “فلامنكو” و”فيجي” و “ساموراي” وغيرها، لتكون مهمة كل
منها تصميم زي تقليدي عالمي بلمسات من فرنسا واسبانيا واليابان وإفريقيا،
على أن لا يكون اعتباطيا وإنما مستندا على دراسة من إحدى موسوعات العالم
وأن تنفذ التصاميم مما هو متوفر في الورشة الخاصة بصنع ملابس السجناء.
لكن خيال المصممات المسجونات كان أوسع بكثير من حدود السجن، فاستنجدوا
بأقاربهم ليجلبوا لهن الأقمشة النادرة كما ولجأ البعض إلى أوراق الورود
وأدلت السجينة لوبوف كوجينوفا مصممة دار الأزياء “بامبارابيا” لوكالة أنباء
“نوفوستي” عن تجربتها: “تم تنفيذ المجموعة بشكل عفوي، ودون خياطة بالإبرة
تقريبا، واستعنت بالبراعم والأوراق الطبيعية، لإضفاء تفاؤل وحيوية على
مجموعتي”.
اقتصر الحضور على السجينات المتعطشات لكل ما هو مرتبط بالحياة الحرة
خارج القضبان، وأبدين حسا مرهفا للجمال يضاهي حضور أرقى العروض في العالم،
فكن يرمين الزهور على الممشى ويحملن الأعلام و اللافتات التشجيعية
لزميلاتهن.
وأوضحت كبيرة المفتشات المسؤولات عن أعادة تأهيل السجينات: “عندما يتعلق
الأمر بأنشطة كهذه فالسجينات لا تفكرن باختراق الأنظمة، فكما قالت القيصرة
كاترين الثانية: (الشعب لا يبيت السوء بينما هو يرقص ويغني) لذا فالنشاطات
من هذه النوع جد ضرورية، فلا يمكن إعادة تأهيل الإنسان باستخدام العصا
وإنما لا بد من شغل وقت فراغ المسجونات حتى لا يتسنى لأفكار السوء بالتغلغل
في خلدهن”.
وصرحت مشجعة الدار المعني بالأزياء التراثية الأفريقية يوليا نيكولايفا
لوكالة “نوفوستي” :”شاركت في إحدى السنوات السابقة كمصممة، وبذلت قصارى
جهدي لأن يذكر الحضور تصاميمي، وكان ذاك العرض نقطة البداية لتكيفي مع ظروف
حياتي الطارئة خلف القضبان.”
قدمت الدور جميعها ما يقارب 40 نموذجا فريدا. وبالرغم من أن التظاهرة
شهدت حضورا إعلاميا في هذا العام إلا أن الأقارب لم يتسن لهم الحضور، و
بقيت التظاهرة حدثا داخليا في عالم كامل متكامل خلف القضبان.