دخلت مغارة جعيتا معترك ان تكون من عجائب الدنيا الطبيعية
وهي في تقدم للحصول على هذه التسمية
مغارة من عمل الطبيعه الأم وخلق لا يعلا عليه من الخالق
الذي اعطى لبنان ما لا يعطيه لأي بلد اخر
بداية الاكتشاف
قصة اكتشاف المغارة طريفة تعود لعام 1836، إذ لفتت نظر المبشر طومسون، فتوغل فيها نحو خمسين مترًا. وبعد أن أطلق النار من بندقية الصيد التي كان يحملها أدرك من خلال الصدى الذي أحدثه صوت العيار الناري، أن للمغارة امتدادًا جوفيًا على جانب كبير من الأهمية، وبعد مضي بضع سنوات على تلك الحادثة، قرر اثنان من مهندسي «شركة أشغال مياه بيروت»، وهما «و. ج. ماكسويل» و«هـ. ج. هاكسلي»، واثنان من أصدقائهما، ومن بينهما القس دانيال بلس، مدير الكلية الإنجيلية السورية آنذاك «الجامعة الأميركية، حاليًا»، استكشاف نبع نهر الكلب الذي يُغذي مدينة بيروت بمياه الشرب. قام الفريق برحلتين استكشافيتين داخل المغارة وتوغل فيها مسافة نحو 800 متر عام 1873، فيما بلغ مسافة 1060 مترًا في العام التالي.
وعلى ما جرت العادة بين جميع المستكشفين في العالم، سمى أعضاء الفريق أحد الصواعد العملاقة، ويقع على بعد نحو 625 مترًا من مدخل المغارة «عمود ماكسويل» على اسم رئيس الفريق. وفي موضع يقع على بعد نحو 200 متر من الأول، دونوا أسماءهم وتاريخ استكشافهم على صحيفة من الورق وجعلوها في قنينة ووضعوا القنينة على رأس صاعد آخر. ومع مرور الزمن كست المياه القنينة بقشرة كلسية فأحكمت ختمها إلى الأبد وجعلتها جزءًا من الصاعد، وهي لا تزال في موضعها حتى يومنا هذا.
وتوالت الرحلات الاستكشافية داخل المغارة ابتداء من عام 1892 بهدف التعرف بشكل أفضل وأدق على شبكة الأنفاق الجوفية التي تتألف منها، بحيث بلغ طول الأنفاق التي أمكن استكشافها حتى عام 1940 ما يناهز 1750 مترًا. وكان جميع الذين قاموا بهذه الاستكشافات في ذلك الوقت من الجنسيات الإنجليزية، والأميركية، والفرنسية. غير أن مراحل استكشاف مغارة جعيتا شهدت تحولًا جذريًا ابتداء من أربعينيات القرن العشرين حتى اليوم .
فقد انتقلت الشعلة إلى أجيال من المستكشفين اللبنانيين، ولا سيما أعضاء «النادي اللبناني للتنقيب عن المغارات» الذي أسسه عام 1951 المنقب اللبناني الأول ليونيل غرة.
وقد قام المنقبون اللبنانيون منذ ذلك الحين، ومن خلال جمعياتهم المختلفة، بدراسة الموقع دراسة تميزت بالانتظام والدقة والمنهجية، وأخذ عمق المغارتين المستكشفتين يزداد يومًا بعد يوم حتى بات طول الدهاليز المكتشفة، حاليًا، يصل إلى حدود تسعة كيلومترات.
افتتحت مغارة جعيتا أمام الجمهور في سنة 1958 إلا أنها، وكالكثير من الأماكن السياحية اللبنانية، أقفلت أبوابها أمام الزوار أيام الحرب الأهلية، وأعيد افتتاحها في يوليو «تموز» من عام 1995 بعد 20 عامًا من الإقفال القسري.
اسرار المغارة
تتألف المغارة من طبقتين مغارة سفلي «مائية» وعليا «جافة». في فصل الصيف تمنح زائريها درجة منعشة من البرودة داخل الكهف. تستغرق الجولة ساعتين وتشمل التجول بالقوارب في القسم السفلي. وزيارة القسم العلوي تتم سيرًا على الأقدام. كما يمكن مشاهدة عرض تقديمي للكهوف.
عند مدخل المغارة السفلى ينتصب «حارس الزمن»، وهو أضخم منحوتة في الشرق الأوسط، يبلغ ارتفاعها ستة أمتار و60 سم، ووزنها 75 طنًا. يتدفق من المغارة السفلية نهر جوفي يشكل الجزء المغمور من منابع نهر الكلب. ويغلق القسم السفلي أحيانًا في فصل الشتاء، حيث يرتفع منسوب المياه بدرجة كبيرة. وللتوغل في المغارة السفلى يجب أن تستقل أحد القوارب الصغيرة، مسافة 500 متر تقريبًا من أصل 6200 متر، تدوم هذه الرحلة دقائق عدة عبر مسطح مائي متعرج يقطع سكونه هدير المياه الجوفية، وتحيط به أعمدة من الصواعد والنوازل التي نحتت فيها الطبيعة على مدى ملايين السنين.
أما المغارة العليا، وهي أقدم من السفلى بملايين السنين، فقد اكتشفها منقبون لبنانيون عبر المغارة المائية عام 1958 وافتتحت عام 1969 بعد تجهيزها بممرات متعرجة للمشاة تلائم طبيعتها، وتخترق بطن المغارة بمسافة 800 متر عمقًا من أصل 2200 متر، وذلك لتأمل التماثيل والمنحوتات الطبيعة الخلابة، والنقوش والمزخرفات ذات الأشكال المتعددة التي تبهر من ينظر إليها من شدة سحرها، وصفائها وجمالها الطبيعي، الذي رسمته الطبيعة على امتداد التاريخ.
درجة الحرارة داخل المغارتين تبقى ثابتة على مدار السنة وتبلغ 16 درجة مئوية في المغارة السفلى و22 درجة في العليا.
بيئة المغارة الطبيعية حساسة جدًا، وهي ذات نظام أيكولوجي دقيق التوازن، ولهذا أي خلل به يمكن أن يسبب ضررًا للصخور الكلسية، فتخسر من جمالها، ويمكن أن يؤدي إلى تغيير في ألوانها، لذلك تم فرض نظام صارم في المحافظة على بيئتها، وذلك باستعمال نظام إضاءة غير مؤذٍ، وغسل الصخور بطريقة علمية، إضافة إلى منع إدخال أي مواد عضوية أو كيميائية. كذلك يمنع التقاط الصور داخل المغارة، لأن هذا الأمر من شأنه أن يسبب إعاقة لحركة الزوار في الممرات، وقد يؤدي إلى وقوع حوادث نتيجة عدم الانتباه. كما أن السماح بالتقاط الصور قد يشجع بعض الناس على التمادي في لمس الصخور أو تسلقها للحصول على لقطة مميزة. ومثل هذه التصرفات قد تسبب وقوع حوادث بسبب الانزلاق أو فقدان التوازن، ما يضر بالزائر والموقع.
أسرار المغارة ومكوناتها تقدم من خلال فيلم وثائقي مدته 21 دقيقة يعرض في إحدى الصالات، حيث يمكن الاطلاع على شرح لكيفية تكوين المنحوتات العجيبة في جوف المغارة، مع سرد لتسميات هذه المنحوتات وتاريخها.
ولا تقتصر زيارة جعيتا على الكنوز الطبيعية المنحوتة بإزميل المياه والزمن، فقد حرصت وزارة السياحة اللبنانية على إنشاء بيئة عمرانية تجعل زيارتها أكثر متعة وفائدة وراحة. لذا يمكن لزائرها أن يتوقف عند نموذج لقرية لبنانية يغلب على بيوتها طابع القرميد. وللأطفال حصة لطيفة مع 22 صنفًا من الحيوانات الأليفة التي وضعت داخل أقفاص في حديقة مخصصة لهم. وهناك متاجر عدة تباع فيها حرفيات من التراث اللبناني، بالإضافة إلى ثلاثة مطاعم، واستراحات.
منقول