استهل الرئيس الجميل مداخلة بشكر
نادي الليونز على مبادرته التي "تصالحنا مع السياسة والعمل الوطني. تلك
المفاهيم المفقودة في الوقت الحاضر، حيث تسود سجالات عقيمة وتشنجات لا تخدم
مصلحة البلد".
وتناول موضوع الربيع العربي، مستعرضا الثورة التي
انطلقت من تونس ثم انتقلت الى مصر وليبيا واليمن وتعيش سوريا اليوم
تداعياتها مأساة لن تنتهي إلا بتغيير النظام الدكتاتوري التوتاليتاري،
مشيرا الى "أن الربيع العربي حصل لأن هناك شعبا مقهورا وبدأ يطل على
الحرية".
ورأى "تشابها بين ما يحصل اليوم وما جرى في الخمسينات من
إنقلابات عسكرية بدأت في مصر ثم امتدت الى سائر البلدان العربية، التي شهدت
تغييرا في الأنظمة الموروثة من فترة الإستعمار، والتي غيرت نظاما وأتت
بآخر، ولم تأت لا بحرية ولا بديموقراطية، بل فرضت نظاما توتالتياري سمته
"القمع والسجون والحكم الأحادي على حساب الحرية، والفساد والزبائنية على
حساب الشفافية"، مؤكدا أن "ما حصل في الربيع العربي منذ 2011 كان طبيعيا في
زمن "الفضائيات والأنترنت والتويتر" التي فتحت للناس والنخب على الحداثة
والعولمة، ما سرع في إنطلاق الثورات".
وإعتبر أن للبنان "دورا على
صعيد الربيع العربي، من خلال التثقيف والتفاعل مع هذه الثورات ونقل تجربتنا
وثقافتنا في مجالي الديموقراطية والحرية، رغم ما يعتريها من بعض الأخطاء
في الممارسة". كما أيد الرئيس الجميل فكرة طاولة الحوار الشبابية، مشيرا
الى "أن هذه الندوات هي تأكيد لهذا التوجه، ونحن شركاء في هذه التجربة،
مستعدون لتقديم يد المساعدة".
ودعا الى "جعل المغترب اللبناني يشعر
بمشاركته في كل المسؤوليات الوطنية، وبأن يعيش لبنانيته ويشارك في
الإنتخابات وأن نجعله على تواصل مع الواقع اللبناني ومعاناة الشعب
اللبناني".