رأى رئيس المكتب الاعلامي في "حزب
التحرير" أحمد القصص أن "ثمة قوى تشعر بخطر سقوط القوة الاقليمية التي
تدعمها وتتوهم أن عودة السلطان الى أهله في سوريا سوف يشكل خطرا على
وجودها، لذلك بدأت تتخذ الاحتياطات للتحصن من المرحلة المقبلة في سوريا، من
خلال الاستيلاء على الكيان اللبناني، وهذا ما يضعها في مواجهة أفرقاء
آخرين يخالفون توجهها ولا سيما الفريق الأكبر الذي لا يقبل بفكرة الانفصال
عن أهل سوريا ونحن منهم".
ووصف القصص في حديث لـ"السفير" النظام في
سوريا بأنه في حالة "موت سريري"، وأضاف: "اذا انتهى فسنرى بوادر إقامة
الدولة الاسلامية، وإذا بقي، وهذا أمر مستبعد، فسيبقى موقفنا منه كما هو
ونحن لم نكن يوما في منأى عن تنكيل وبطش وظلم هذا النظام".
ورأى القصص
أن "معارك التبانة وجبل محسن لطالما كانت صندوق بريد من المتخاصمين قبل أن
تكون هناك ثورة في سوريا من عشرات السنين، لافتا النظر الى أن من يدقق في
عمليات القتل التي حصلت في عكار يجد أنها حصلت بتدبير من النظام السوري
وأتباعه في لبنان، وذلك في إطار الوعيد الذي أرسله بشار الأسد بأنه سيحرق
المنطقة إذا ما شعر بالخطر على نظامه".
وعن المحاولات المتكررة لاستهداف
الجيش اللبناني، يبدي القصص اقتناعه بأن "من يحرض على إقحام الجيش في
مواجهة الشارع والمخيمات الفلسطينية هو نظام الأسد وبعض من يعمل لمصلحته في
لبنان"، مشددا على "ضرورة التمييز بين الجيش كمجموعة ضباط وجنود، وبين
القرار السياسي الذي يمكن أن يخطئ أو يصيب في استخدام الجيش".
وأكد
القصص أن مصلحة الجميع تقتضي بأن يكون الجيش عاملا على حفظ الأمن، من دون
استخدامه لمصلحة توجهات سياسية في لبنان أو خارجه، خصوصا أن عناصر الجيش هم
أبناء هذا البلد، وحرصنا عليهم هو من حرصنا على أهلنا، لكن القرار السياسي
الذي يحرك الجيش يمكن أن يصيب ويمكن أن يخطئ ولا يجوز أن يكون في منأى عن
المحاسبة.
ورفض القصص الرد على اتهام الحزب بالتحريض وقيادة التحركات في
مخيم نهر البارد، متهماً "بعض ضباط المخابرات الذين اغتاظوا من استقلالية
الحزب بمحاولة النيل منه من خلال بث هذه الشائعات وترويجها عند المسؤولين
الأمنيين والسياســيين".