بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أشكركم جزيل الشكر على قبول عضويتي في منتدياتكم الرائعة.
أملي أن لا أكون عضوا ثقيل الظل، و منيتي أن أستفيد من الحضور.
أول مشاركاتي ، ستكون عبارة عن رواية ـ أو ما أظنها رواية ، عنوانها "إبراهيم"
و هي ذي أول حلقة منها.
إبراهيم
حملت دفترين دون تمييز و عند عتبة البيت صحت:
-أمي أنا ذاهب عند سمير.
جاءت مسرعة ماسحة يديها بخصرها. ماذا كانت تعمل ؟ لست ادري ، هي دائما لها ما تعمله.
- ستذاكر عنده في البيت؟
- ماذا ترين بيدي ، أليس دفترين؟
- حسنا.
أرادت ان تقول شيئا، طبعا تافها ، و هي ترتب لي كم القميص ، مع أنه لم يكن معوجا، و في الأخير أعادت قولها.
-حسنا.
خرجت من البيت قاصدا صديقي سمير، انه يكبرني بسنة واحدة و قد فشل السنة الفارطة في اجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط ، " البيام"،دائما يريدني ان أزوره في البيت لنراجع الدروس، انا اكره المراجعة، هو كذلك يكرهها لكنه مجبر على ذلك، لست ادري ان كان يفعل ذلك تمويها أم انه فعلا يريد النجاح، فسمير محدود الذكاء حتى لا أقول غبي او كسول.
حين وصولي لبيتهم وجدته خارجا يتكلم مع احدهم ، رآني ، ترك محدثه و قصدني مبتسما
- هيا ندخل ، لقد اوشكت على انهاء حفظ التاريخ.
- ما بك ملهوف هكذا؟ ما رأيك أن نقوم بجولة الى السي عثمان؟
و أخرجت أربع سجائر من نوع ريم.
صرخ " خبئها يا أحمق ، أتريد ان يذبحني أبي ، انه هنا في البيت، أجننت؟
- ما بك هكذا ترجف؟لم اكن اظنك خوافا لهذه الدرجة.
- من قال اني خائف؟
- و أنى لأبيك ان يرى ما بحيبي؟ هيا بنا ، فرأسي ثقيلة علي و لا يداويني إلا فنجان قهوة شديدة الضغط عند عمك عثمان.
- كم سيجارة عندك؟
- أربعة و عندي عشرون دينار للقهوة، هيا اتركك من تاريخ الخرطي ،و جغرافيا الـ...."
طبعا النقاط المتتالية بدل الكلام البذيء، أنا استعملها حتى لا أخجل إذا ما قرأها ابي أو امي.
غمزني سمير و قال "انتظر دقيقة، فأنا كذلك بدأ "الزبل" يطلع لرأسي من الحفظ، انتظرني اقنبلهم بكذبة"
دخل البيت و في لحظة نط قربي كالكلب المتحرر من الربط، وصاح:
- واوووو!! السي عثمان.... "براس مزيرة"...واحد ريم..."نعل دين بوها قراية"
لم اسأله ماذا قال لوالديه، كيف كانت كذبته ، فقط سرنا نحو مقهى السي عثمان التي لا يقصدها لا ابوه ولا أبي و لا أحد من أخوالي.عند دخولنا المقهى لاحظت وجود المختار النادل، انا اكره جده، و سمير كذلك.
- ماذا نفعل؟
- لا تعره اهتماما ، ندخل و مولانا ربي ،و اذا ازعجنا نـــ....."
لم نكد نجلس حتى تسمر المختار امامنا.
- هيا!!! هيا طيروا بعيدا.
قلت: ما بك؟ هل نبدو لك شحاذين ، نحن لم نطلب منك شيئا ، ثم انك نادل هنا و لست صاحب المقفهى.
- هيا اغلق فمك، و عد الى بيتكم و الا أخبرت اباك ، عن السجائر و و ..هه؟
ارتبكت نوعاما مما قاله ابن اللقيطة المختار و لكنني تمالكت نفسي وهممت بالكلام غير ان سمير سبقني.
- هاي !نحن نسدد بأموالنا، و لا دخل لك بما نفعله.
- أممممم!!! انت كذلك تعلمت الكلام ، أيها " البز"، هيا ، هيا قوما واذهبا بعيدا .
و قام بشد سمير من رقبته، غير ان سمير انتفض صارخا في وجهه: "اتركني، ينعل دين بوك"
قام رجلان ممن كانوا جالسين، و قد أحسا ان الجو سيزداد سوءاو أمسكا المختار من يده
- اعطهما ما يريدان يا المختار، اذا لم يربهما والداهما فهل ستقوم انت بذلك؟
هممت بالرد على الرجل المتدخل كونه نعتنا بعديمي التربية ، غير أنني أحجمت خوفا من أن ينقلب في صف المختار و لا نشرب القهوة "براس"و لا ندخن الريم.
قال المختار:
- أقسم بالله على ان لا تشربا القهوة من يدي، و أقسم بالله أن أخبر والديكما.
تمتم سمير : اليوم فقط علمت لماذا بقيت فرنسا قرنا و زمارة هنا.
صرخ فيه المختار:" ماذا قلت يا ولد ....؟ ماذا قلت ؟؟؟
اعترض الرجلان طريق المختار و قاما بتهدئته قائلين:" إلعن الشيطان ياالمختار و صل على النبي".
لا زلت لم أفهم لماذا يحشرون الشيطان دائما و يلعنوه، مع أن سمير هو الذي أغاظ المختار و ليس الشيطان.بعد برهة أتانا أحد المشتغلين بالداخل بفنجان قهوة ساخن.
قال سمير : اضف لها دمعة حليب.
صديقي سمير يحب استعمال كلمة دمعة،بدل قليل من الحليب ، و يحب كذلك أن يحمل السيجارة بين اصبعيه ثم يضرب عقبها ضربات خفيفة على الطاولة، وددت سؤاله عن ذلك غير انني تراجعت.
شربنا القهوة مناصفة و المختار اللقيط قبالتنا يكاد ينفجر غيظا كلما مطط سمير شفتيه نافثا الدخان عاليا امعانا في زيادة غيظه و حنقته.
قال سمير
- أنا خائف من امتحان الرياضيات.
- طز.
يتبع