اعتبر رئيس
جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة
"الانباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي" أنه "قد تؤدي الظروف
العامة والأحوال السياسية في الكثير من الأحيان الى طمس شخصية ودور الرجل
السياسي، ما يولد إنطباعات مغايرة للحقيقة لا تعكس حقيقة تكوين الشخصية
لهذا المرجع أو ذاك، ولكن سرعان ما تتبدد تلك الانطباعات في حقبات ومراحل
مفصلية مهمة، كما حصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ألقى خطاباً
تاريخياً في الأمم المتحدة".
واشار الى ان "أبو مازن برز كشخصية هادئة،
متوازنة، رصينة، صادقة وواضحة عكست تمتعه بشجاعة سياسية ومعنوية هائلة قل
نظيرها، بحيث أثبت أن الكفاح السياسي أحياناً يوازي بأهميته الكفاح المسلح
ولا يقل عنه شأناً إذا ما أُحسنت إدارته و جاء ليكمل مسيرة المناضل
التاريخي ياسر عرفات الذي كان وضع المداميك الأولى لمفهوم القرار الوطني
الفلسطيني المستقل، وخطاب الرئيس عباس ذكرنا بالخطاب التاريخي الذي ألقاه
أبو عمار في الأمم المتحدة سنة 1974، وقال عبارته الشهيرة آنذاك: "جئتكم
بغصن الزيتون مع بندقية ثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي".
واعتبر
أنه "لا بد من مراجعة نقدية لحرب لبنان والبحث العميق في الأسباب الحقيقية
التي أغرقت البندقية الفلسطينية وأغرقتنا معها في حروب جانبية، ربما
تطبيقاً لقرار عربي ودولي بتصفية منظمة التحرير الفلسطينية. إن الشجاعة
السياسية والأدبية تحتم على كل الأطراف، اللبنانية والفلسطينية، العودة
لاجراء قراءة هادئة لتلك المرحلة بمختلف عناصرها وظروفها ومسبباتها
لاستخلاص العبر والدروس".
ولفت الى أنه "لقد وضع أبو مازن المجتمع
الدولي برمته أمام مأزق وإستحقاق الاعتراف بدولة فلسطين وبالحقوق المشروعة
للشعب الفلسطيني أو تحمل تبعات إنهيار السلطة وترك الساحة مفتوحة أمام
اليمين الاسرائيلي وبعض أصوات الممانعة العربية والاقليمية التي تتلاقى
موضوعياً لتعطيل كل الحلول وإبقاء الحروب مفتوحة دون أفق والى ما لا نهاية
بعيداً عن أي تسوية محتملة لانهاء هذا الصراع التاريخي".
ومن ناحية
اخرى، اعتبر جنبلاط ان "قرار الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي
أدخل المرأة كاملة العضوية في مجلس الشورى السعودي بدءاً من العام 2013،
والسماح لها بخوض الانتحابات البلدية، يعبّر عن عمق إدراكه لأهمية إشراك
المرأة في الحياة العامة ومؤسسات الدولة، وهذه خطوة إصلاحية مهمة جداً من
شأنها المساعدة في تطوير الواقع القائم في المملكة وتحسينه".