ضربة زاوية
"شدوا حالكن يا لبنانيي"
تحمل اللقاءات مع الازرق الكويتي الكثير في ذاكرتي الكروية. وقد استعدت بعضاً منها عشية مباراة الغد، المقررة الخامسة عصراً في مدينة كميل شمعون الرياضية، في المرحلة الثالثة من تصفيات المجموعة الثانية الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل.
اشهر اللقاءات في ذاكرتي ذلك الذي احتضنه ملعب بلدية برج حمود في التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة الأمم الآسيوية التي استضافتها الامارات العربية المتحدة عام 1995.
صوت المعلق الكويتي حمد بو حمد والزميل وضاح الصادق على شاشة "المستقبل"، والصورة اختارها المخرج الزميل علي علوية. بدأ وضاح المباراة بقوة بعد تقدم الاحمر اللبناني 2 – 0. ثم التقط بو حمد انفاسه بعدما قلب الازرق تخلفه الى تقدم 3 – 2 في نهاية الشوط الاول.
في استراحة الشوطين تفاءل وزير التربية والشباب والرياضة (وقتذاك) روبير غانم بشبابنا، وقال ان الذي سجل اصابتين يستطيع تحقيق الثالثة. وهذا ما حصل مباشرة بعد العودة الى الميدان. الا ان خالد الشليمي وفيصل بورقبة وعبدالله وبران و"مارادونا الخليج" المرحوم ناصر السوحي أنهوا المباراة كويتية 5 – 3، وعبروا تالياً الى الامارات.
يومذاك كنّا نملك منتخباً ذهبياً، انتهت تجربته عند العتبة الزرقاء. واذكر رسماً كاريكاتورياً لايلي صليبا في "الديار" استقبل به الوفد الكويتي برئاسة الشيخ احمد الفهد الصباح، اذ صوّر الاخير يمد رأسه من الطائرة سائلاً:"فين وارطان (غازاريان)؟".
بعدها التقينا في ستاد الصداقة والسلام بنادي كاظمة في التصفيات المؤهلة لمونديال فرنسا. وقدم المنتخبان عرضاً كبيراً، وكاد الاحمر اللبناني ان يفتتح التسجيل من ضربة جزاء "بنالتي" سددها موسى حجيج وارتدت من اسفل القائم الايسر لمرمى الحارس الكويتي. يومذاك نجح التشيكي ميلان ماتشالله في اللعب بأعصاب حجيج، عبر سلسلة اعتراضات على حكم المباراة. وقد أقر بنجاح خطته في التأثير على حجيج. ويومذاك ايضاً، لم تنفع دعوات الزميل المعلق فادي زين بالتضرع لسيدة حريصا، لتمكين حجيج من هز الشباك الزرقاء. وانتهت المباراة كويتية 2 – 0، وتغلبت مجموعة بشار عبدالله وجاسم الهويدي واسامة حسين وحسين الفضلي على ما تبقى من جيلنا الكروي الذهبي.
غداً يلتقي جيلان كرويان جديدان، احدهما هو الكويتي يتطلع الى التفوق على جيل الثمانينات الذي شارك في اولمبياد موسكو ونهائيات كأس العالم باسبانيا 1982. مجموعة مساعد ندا وفهد العنزي ووليد عيل وبدر المطوع ويوسف ناصر، تتطلع الى مقاربة مجموعة سعد الحوطي واحمد طرابلسي وعبد العزيز العنبري وجاسم يعقوب.
غداً نسمع صوت الزميل جوزف أبي شاهين، وجميعنا نتطلع الى ان تعلو الراية اللبنانية صوتاً وصورة في هذه المباراة، منطلقين من الحضور الجماهيري المعوّل عليه في مدرجات المدينة.
أريد لمنتخبنا ان يهز الارض غداً ويسجل انتصاره الثاني على منتخب كبير، بعد فوز عزيز أول طال انتظاره على الامارات.
كم من أمنية ستتحقق غداً، وأولها كسر العقدة الزرقاء.
"مباراة العبور" الى احدى بطاقتي التأهل عن المجموعة للدور الرابع تحتضنها بيروت. ويتوقع الا تقل رفعة في المستوى عن مواجهتي برج حمود والصداقة والسلام في نادي كاظمة.
الازرق الكويتي في بيروت بين أهله ومناصريه. ليس كلام تحبب، بل جواب عن رحلات جوية كويتية حملت مشجعين كويتيين لمؤازرة الفريق الذي تعلموا حبه في ديارهم.
"شدوا حالكن يا لبنانيي"، مباراة الغد كبيرة، ولا افضلية فيها لعامل الارض الا باحتشاد الآلاف في المدينة.