تشكيل
محمد علي وصال في غاليري "Q contemporary"
الفنان التركي الشاب يبتكر ويثير الإعجاب بروحانيته المموّهة
يقام في غاليري "Q contemporary"، ميناء الحصن، معرض مختصر للفنان التركي محمد علي وصال. انها المرة الاولى نشاهد فيها اعمال هذا الفنان الشاب الاتي الينا من تركيا والحامل تقويما لا بأس به في بلده وبعض المدن الاوروبية. صحيح ان الاعمال السبعة المعروضة لا تكفي للتعرف جيدا إلى الفنان، لكنها تعطي صورة جيدة عن تمكنه من ابتكار اشكال تجريدية ذات مونوكرومية مضبوطة في اللوحات، بينما تتزين المنحوتات بزخرفات ذات نزعة شرقية منمنمة كأنها اضافات تعريفية مجانية.
نجد في اللوحات القليل جدا من الشكلانية، كما نكتشف آثاراً لدعسات او اشباح اصابع او مرئيات لا هوية لها. تبدو لنا كأنها محفورة في صخرة مسحتها عوامل الطبيعة، او ربما تعكس صورا طبعت في فضاء كسته الثلوج الالفية. قد يكون الميل الى الرمادي هو الذي يزيد السحر ويضاعف طرح اسئلة لا نتمنى ان نجد لها اجوبة تريح ذهننا وتسلبها خصوصيتها وأسرار ماهيتها الروحانية والمادية في آن واحد.
الشكل محصور، ومن المقدّر انه العنصر المكوّن الذي يتحدى ما نشاهده ونحاول ان نخترق هيكليته الحقيقية. كأننا امام منظر معتم على هويته، شاءت المصادفات ان تضعه امام عيننا وقررت ان تحافظ على تجهيل المعلومات التي تساعد المتلقي في اكتشاف مكوّناته الاساسية.
من الواضح اننا امام محاولات تذويبية للموضوع بهدف الانتقال الى روحانية مموهة تقترب من الاختفاء عن الوجود ليبقى فقط التركيز على الاوهام الاقل حضورا والاكثر غموضا علنا ننهي كما يحلو لنا التفسيرات القليلة التي تركها لنا الفنان.
من كثرة ما بسّط اللوحة، فقد ضاعف التزيينات والتقسيمات والرسومات الهندسية على واجهات المنحوتات المعدنية الملونة وذات الاناقة اللافتة. انها شبه ممشوقة، من دون ان تعطي ايحاءات مألوفة. فقد اغناها الفنان بإضافات عدة ومتنوعة وساحرة، ترضي العين ولا تغفلها عن التركيب الهندسي التجريدي الذي قاد يده وجعله متعاونا اكثر مع المتلقي.
تجدر الاشارة الى ان الفنان غير معروف في لبنان وكان من الضروري تقديم بعض المعلومات عنه، غير ان الانترنت عوضت هذا النقص فاستطعنا ان نتعرف إليه، اقله من ناحية تاريخ ولادته (1976) وسيرته الفنية. يبقى ان نذكّر بأن المعرض يستمر الى 12 تشرين الثاني.