ــــ ((رجُلٌ أنتَ؟)).. قُلتِها في تحدٍّ
ضاعَ منّي فمي.. فماذا أُجيبُ؟
لا تكوني حمقاءَ.. مازال للنسرِ
جناحٌ .. على الذُرى مسحوبُ
لم أتُب عنكِ ، ياغبيَّة ، عجزاً
ومتى كانت النسورُ تتوبُ؟
تتحدَّينني وبي كبرياءٌ
لم تسعها.. ولم تسعني الدروب
لا تمسَّي رُجُولتي.. لو انا شئتُ
طعاماً.. لكنتُ منهُ أصيبُ
كنتُ أستطيعُ أن أحيلكِ جمراً
فأذيبُ الرخامَ .. ثمَّ أذوبُ ..
*
منطقُ الأربعينَ .. يُلجمُ أعصابي
فغفواً.. إن لم تُثرني الطيوبُ
ما أنا فاعلٌ بخمسة عشرٍ
شهِدَ اللهُ .. أنَّهُ تعذيبُ
شفتاكِ الصغرتانِ أمامي
وضميري عليهما مصلوبُ
وثب الأرنبانِ نحوي.. فمالي
كجدار الجليد لا أستجيبُ
كُلَّما فكَّّرت يدايَ بقطفٍ
ردَّني الطُهرُ عنهُما..
إذهبي .. فالصداعُ يحفر رأسي
والرؤى ، والدخانُ ، والمشروبُ
لا تصُبّي الكحولَ فوق جراحي
فالصراعُ الذي أعاني رهيبُ
لكِ عُمرُ ابنتي .. ولينُ صباها
وتقاطيعُها.. فكيفَ الهُرُوب؟
اليدان الشمعيَّتان .. يداها
والفمُ الطفلُ .. سُكَّرٌ وزبيبُ
كُلَّما طُفتِ في مكان جلوسي
طافَ بي وجهُها الصغيرُ الحبيبُ
أينَ أنجوُ من عُقدتي .. كيف أنجُو
مِن ورائي .. ومِن أمامي اللهيبُ
*
إذهبي .. إذهبي .. كسرتِ سلاحي
ضاعَ منَّي فمي .. فماذا أجيبُ؟
نزار قباني