أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "هدف الشعب الفسطيني باحقاق حقوقه باقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس فوق اراضي الضفة وغزة التي احتلتها اسرائيل عام 1967 والتوصل إلى حل عادل للاجئين وفق القرار 194 "، مشيرا إلى أن "انجاز السلام المنشود يتطلب الافراج عن اسرى الحرية في السجون الاسرائيلية كافة".
وتحدث عباس خلال كلمة له أمام الجمعية العمومية في الامم المتحدة في نيويورك عن "تمسك منظمة التحرير والشعب برفض العنف وجميع اشكال الارهاب وبخاصة ارهاب الدولة والمستوطنين، والتمسك بخيار التفاوض للتوصل إلى حل دائم للصراع"، معلنا "استعداد المنظمة العودة الى طاولة المفاوضات وفق مرجعية معتمدة ووقف شامل للاستيطان".
وتابع: "شعبنا سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الاسرائيلي وسياسات الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري ويحظى بمقاومته المتوافقة مع القانون الدولي بدعم نشطاء السلام المتضامنين من اسرائيل وكل العالم مقدما نموذجا لقوة الشعب".
وشدد عباس في هذا السياق، على انه " حيينما نأتي الى هذا المنبر فهو تأكيد على اعتمادنا للخيار السياسي والدبلوماسي واننا لا نستهدف عزل اسرائيل ولا نستهدف سوى نزع الشرعية عن الاستيطان والاحتلال".
وتوجه عباس لاسرائيل بالقول: " نمد ايادينا للشعب الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية لصنع السلام ودعونا نصنع مستقبلا لاطفالنا ينعمون به بالأمن والاستقرار، دعونا نبني علاقة التعاون الندية بين دولتين متجاورتين بدل من الاحتلال والحروب والغاء الآخر"، مبديا استعداده للتفاوض مع اسرائيل على الفور على أساس حدود 1967 ووقف الاستيطان. واضاف: " لا اعتقد ان احدا لديه ذرة ضمير يمكنه ان يرفض حصولنا على عضوية كاملة بالامم المتحدة بل وعلى دولة مستقلة".
وأشار عباس الى انه " رغم سطوع حقنا بتقرير المصير فقد ارتضينا بالسنوات الماضية ان ننخرط في ما بدا استحقاق للجدارة ونفذت دولتنا بناء مؤسسات الدولة واطلقنا ورشة عمل لتعزيز القضاء واجهزة حفظ الامن والنظم التعليمية والرقابية والسعي لزيادة الاعتماد على الذات "، آملا ان "تتسارع خطوات تنفيذها وكان الاتزام بانتخابات خلال عام لان الدولة التي نريدها ستكون دولة القانون والمساواة بين جميع المواطنين وتداول السلطة".
ورأى عباس أنه " لم يعد بالامكان معالجة انسداد افق مفاوضات السلام بنفس الوسائل السابقة لأن الازمة اشد عمقا من ان يتم الالتفاف عليها، وليس بالامكان ان نعاود لمزاولة العمل كما المعتاد ومن غير المجدي الذهاب الى مفاوضات بلا مرجعية واضحة وبرنامج زمني محدد ولا معنى للمفاوضات بظل استمرار جيش الاحتلال بتعزيز احتلاله ومحاولة تغيير الديمغرافية".
ولفت عباس الى انه " آن الاوان ان ينال الشعب الفلسطيني حريته وحان الوقت لتنتهي محنة ملايين اللاجئين وان ينالوا حقوقهم، وفي وقت تؤكد الشعوب العربية سعيها للديمقراطية في ما عرف بالربيع العربي فقد دقت ايضا ساعة الربيع الفلسطيني ساعة الاستقلال، و حان الوقت ان يتمكن رجالنا ونساءنا واطفالنا من ان يعيشوا حياة طبيعية، ان يتمكن التلاميذ من الذهاب الى مدارسهم دون حواجز وان يتمكن المرضى من الوصول الى المستشفيات".
وثمن عباس مواقف جميع الدول التي ايدت نضالنا وحقوقنا والدول التي رفعت مستوى التمثيل، مشيرا الى ان "المواقف المساندة ثمينة لنا كونها تشعر شعبنا ان هناك من يصغي الى روايته ولا يحاول ان ينسى نكبته وتشحنه بالأمل النابع من الايمان وفقدان الامل اعدى اعداء السلام، وحان الوقت ليعيش الشعب الفلسطيني كبقية شعوب الارض حرا فوق ارض وطنه سيدا مستقلا".
واكد عباس انه "تقدم بطلب انضمام فلسطين على حدود 4 حزيران 1976 وعاصمتها القدس دولة كاملة العضوية الى الامم المتحدة"، طالبا العمل السريع للبت بهذا الامر"، داعياً الى التصويت لصالح هذا الامر والدولة التي لم تعترف بفلسطين بالقيام بذلك،ودعم هذا المطلب يعني الانتصار للحق والعدالة ويقدم دعما هائلا للسلام وتعزيزا لفرص نجاح المفاوضات، خاتماً " قبول عضوية فلسطين بالامم المتحدة اكبر اسهام باحلال السلام في العالم اجمع فلتكن كل شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني وهو ماض بطريقه نحو الاستقلال".