إهتزّت طاولة الحوار قبل ثمانية
أيّام من موعد انعقاد جلستها الثالثة، وذلك على وقع إعلان رئيس كتلة
«الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أمس «أنّنا لا نريد الآن استراتيجية
وطنية للدفاع، فنحن ما زلنا في مرحلة التحرير، وأمامنا الوقت الكثير للحديث
عن الاستراتيجية بعد التحرير»، ضارباً بعرض الحائط هيبة الدولة من خلال
سؤاله عمّن سيحرّر بقيّة الأرض، وكيف سيتمّ الحفاظ على السيادة والمياه
الإقليمية والثروات المختزنة؟
وفي هذا الصدد رأى النائب مروان حمادة
لـ"الجمهورية" أنّ كلام رعد "أكّد أنّ "حزب الله" لا يريد استراتيجية
وطنية للدفاع وليس لديه أيّ نيّة للتحرير". وقال: "كلّ ما يهمّه هو
الاحتفاظ بسلاحه تحت أيّ عنوان كان، واستخدامه للتهويل السياسي على بقيّة
الفرقاء في لبنان بمن فيهم حلفاؤه المغلوبون منهم أو المتواطئون"، مشيراً
إلى أنّ "هذا القول بحدّ ذاته يشكّل نعياً نهائيّاً للحوار الوطني الذي
أطلقه رئيس الجمهورية تحت عنوان "الاستراتيجية الوطنية للدفاع".
ولفت
حمادة إلى أنّ "هذه الاستراتيجية لا تحتمل بعد القرار 1701 ونشر الجيش
وقوّات الأمم المتحدة في الجنوب إلّا نقل حيازة الأسلحة والسلطة عليها إلى
الجيش الوطني اللبناني، جيشاً واحداً لجميع اللبنانيين، لا رديف له ولا
مليشيات مكمّلة"، مذكّراً في هذا الصدد بـ"أنّنا كنّا حذّرنا مراراً من
اعتماد مقولة الشعب والجيش والمقاومة، لأنّ المقاومة في لبنان يؤمّنها
الشعب والجيش لا الأحزاب والمذاهب".
أضاف: "أصبح هناك ثلاثة أسباب
وجيهة لوقف النفاق الدائر على طاولة الحوار، أوّلاً: أقوال رعد التي تلغي
جدول الأعمال، ثانياً: التمسّك بحكومة لم تعد تحكم شيئاً ولا تُنفّذ
الإرادة اللبنانية الجامعة التوّاقة إلى حكم حيادي تقني بعيد من التجاذبات
يعبر بلبنان إلى شاطئ الأمان، وثالثاً: لا جدوى من حوار تحت وطأة الاغتيال
السياسي وتغطية هذا الاغتيال وحماية مرتكبيه ومنع التحقيق، ممّا يجعل من
بعض الجالسين إلى طاولة الحوار شركاء في جرائم القتل أو محاولات القتل".
ونصح
حمادة قوى 14 آذار المشارِكة في طاولة الحوار بـ"مصارحة رئيس الجمهورية
بهذا الواقع المرير وإقناعه بتأجيل الحوار حتى توفير هذه القواعد السليمة
له"، محذّراً من أنّ "لبنان كلّه في مأزق و"حزب الله" هو الذي يدفع بلبنان
إلى مآزق جديدة. فوضعنا الاقتصادي والأمني والسياسي مهدّد بفضل الحزب
ونتيجة تحالفاته، وواقعنا الاجتماعي ممزّق بسبب حلفاء الحزب. فعلى "حزب
الله" استدراك الأمر ووعي الحقائق الجديدة القائمة في لبنان والتي يؤكّدها
المزاج الشعبي وكذلك ما يجري حول لبنان من انهيار متواصل لأنظمة القمع من
مدّعِي الممانعة".