إهتزّت طاولة الحوار قبل ثمانية
أيّام من موعد انعقاد جلستها الثالثة، وذلك على وقع إعلان رئيس كتلة
«الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أمس «أنّنا لا نريد الآن استراتيجية
وطنية للدفاع، فنحن ما زلنا في مرحلة التحرير، وأمامنا الوقت الكثير للحديث
عن الاستراتيجية بعد التحرير»، ضارباً بعرض الحائط هيبة الدولة من خلال
سؤاله عمّن سيحرّر بقيّة الأرض، وكيف سيتمّ الحفاظ على السيادة والمياه
الإقليمية والثروات المختزنة؟
وفي هذا السياق أكّد عضو تكتل "التغيير
والإصلاح" النائب آلان عون في اتصال مع "الجمهورية" أنّ "طاولة الحوار
الوطنية حدّدت ما هو المطلوب من اللبنانيين ليتفاهموا على الاستراتيجية
الدفاعية، حتى في ظلّ وجود بعض الاراضي اللبنانية التي تحتاج الى تحرير من
العدوّ الاسرائيلي، وهذا لا يلغي أنّ اللبنانيين يحتاجون حكماً الى التفاهم
على استراتيجية دفاعية لكي لا يبقى موضوع السلاح محلّ جدل وخلاف"، مشدّداً
على أنّ "التفاهم هو الحلّ الوحيد للخروج من الأزمات التي نعيشها".
وأشار
إلى "أنّنا نعوّل على تفاهم اللبنانيين على الاستراتيجية الدفاعية لأن لا
سبيل غير التفاهم لوصول إلى خاتمة مريحة"، معتبراً أنّ الحلّ يكون بأن تضع
الدولة استراتيجية تستوعب كلّ مقدّرات البلد بما فيها سلاح "حزب الله".
ولم
يسلم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون من كلام رعد الذي
أكّد "أننا لسنا خائفين على التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"،
لأنّ العماد عون عندما وقّعه كان يعرف جيّداً أنّ خدمة البلد تقتضي ذلك
وإلى أين يؤدّي هذا المسار".
وفي هذا الإطار، أوضح عون أنّ ما حصل
"لا يرتبط بقضية المياومين فقط، ولعلّ هناك حسابات مختلفة أو اعتبارات أدّت
الى إشكالية معيّنة، وربّما يشكّل ما حصل من اختلاف في وجهات النظر مناسبة
للتصويب أو إعادة النظر في الأولويات وهواجس كلّ فريق"، مؤكّداً أنّ
"الاختلاف هو محطة في مسار طويل لم يكن دائماً موفّقاً على الصعيد
الإصلاحي، وكان هناك العديد من العقبات التي واجهتنا في العديد من
المحطّات، والموضوع ليس محصوراً بـ"حزب الله" وحده، فهناك قوى سياسية أخرى
لم تسِر معنا بالسرعة الإصلاحية المطلوبة". ولفت إلى أنّ الحلّ موجود
دائماً، "فكلّ من يعيد تقويم هذا الموضوع وأهمّيته ويلتقي معنا يقترب
كثيراً من التفاهم معنا، والحزب ليس بعيداً من هذه القيم"، مضيفاً: "كلامي
هذا لا يعني أنّ لدينا شروطاً، بل المسار الاصلاحي يحتاج إلى شروط
لإنجاحه"، مؤكّداً أنّ "من يمكن أن يتحمّل مطالب الناس سيشعر بقربنا
وملاقاتنا له".